في يوم ما .. وفي ساعة دوام .. دخل من الباب شاب حسن الثياب والوجه .. يرتدي نظارة شمسية وملابس أقرب للماركات العالمية .. كُنت قد وجدته خارجا يحوم ذهابا وايابا وكُلما اقترب من الباب عاد مرة أخرى .. قرر في فُجاءة أن يدخل ويُسلم وعين على الباب وعين أخرى تنظر إلي ..
قرر أن يشرح لي موقفه وما حصل معه .. ( مُوظف في شركة مقاولات وكان من المُفترض أن ينقل بِضاعة إلى مكان ما .. ولكن سيارته وهنت ووقفت مكانها دُون حراك .. ويحتاج مبلغا مُعينا لكي يصل إلى مُبتغاه ) ..
أخذ يُلحن الكلمات ويتملق الحس الانساني الموجود في داخل كُل منا .. ورُغم أن المُؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين إلا أنني لُدغت للمرة الثالثة .. مالت نفسي عندما انكب بالوعود والعهود بأن يُعيد المبلغ في اليوم الذي يليه مباشرة فطاعت نفسي وسلمته المبلغ ..
سياق السرد يُغني عن قول نتيجة ما حدث ولست من يأبه بالعُملات ولم تكن الرواية مناط الحسرة على ما ذهب من المبلغ .. الشاهد من القِصة أن هذا الشاب زرع في وسط تملقه عنوان أرضه بأن ذكر جنسيته ووطنه واستنصر بما أصاب بلاده من فاجعة ومُصيبة .. وذكر بيتا قد هُدم لهم وعائلة تشردت .. بالرغم أنني لم أجد رابطا بين حقيقة صِدق مطلبه وأرضه التي يحنو عليها لكي تطبطب على قلبي وتحضنه فيلين له ..
كُنت ملازما للصمت ولم أتسرع في الحُكم أبدا عليه .. يُقال ( الغائب حُجته معه ) ولم أعلم حقا ما قد يُصيبنا .. لعل حائل حال بينه وبيني .. لكني عندما علمت أنه دخل على مكاتب أخرى ويتنقل بينها حاملا معه ملفا من الكلمات الكثير بأكذوبة واحدة علمت أنه سارق ببلاغة !
لعل ما طالني طال الكثير من هذه الأفعال .. لكني لم أغضب إلا عندما حشر وطنه الجريح والقابع بين أنياب شرهة وسكاكين تقطعة إلى أجزاء وأحزاب وطوائف .. لعله لم يحترم وطنه عندما كان واحدا من خلايا الدم التي تجري في عروقه إلى أن لفظه خارج جسده ..
هكذا هي أوطاننا كالمُحيطات تُنظف نفسها تلقائيا مهما كانت القُمامة المتراكمة فيها ومهما طالت الأزمنة إلى أن المُحيط لا يحتفظ في جوهره الا بالؤلؤ ..
مع أن نفسي صارعتني على عدم كتابة ما حدث خوفا من النفوس أن تحيد عن فعل المعروف إلا أن الحِيطة واجبة وجمال العمل الخيري في كماله ..
قرر أن يشرح لي موقفه وما حصل معه .. ( مُوظف في شركة مقاولات وكان من المُفترض أن ينقل بِضاعة إلى مكان ما .. ولكن سيارته وهنت ووقفت مكانها دُون حراك .. ويحتاج مبلغا مُعينا لكي يصل إلى مُبتغاه ) ..
أخذ يُلحن الكلمات ويتملق الحس الانساني الموجود في داخل كُل منا .. ورُغم أن المُؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين إلا أنني لُدغت للمرة الثالثة .. مالت نفسي عندما انكب بالوعود والعهود بأن يُعيد المبلغ في اليوم الذي يليه مباشرة فطاعت نفسي وسلمته المبلغ ..
سياق السرد يُغني عن قول نتيجة ما حدث ولست من يأبه بالعُملات ولم تكن الرواية مناط الحسرة على ما ذهب من المبلغ .. الشاهد من القِصة أن هذا الشاب زرع في وسط تملقه عنوان أرضه بأن ذكر جنسيته ووطنه واستنصر بما أصاب بلاده من فاجعة ومُصيبة .. وذكر بيتا قد هُدم لهم وعائلة تشردت .. بالرغم أنني لم أجد رابطا بين حقيقة صِدق مطلبه وأرضه التي يحنو عليها لكي تطبطب على قلبي وتحضنه فيلين له ..
كُنت ملازما للصمت ولم أتسرع في الحُكم أبدا عليه .. يُقال ( الغائب حُجته معه ) ولم أعلم حقا ما قد يُصيبنا .. لعل حائل حال بينه وبيني .. لكني عندما علمت أنه دخل على مكاتب أخرى ويتنقل بينها حاملا معه ملفا من الكلمات الكثير بأكذوبة واحدة علمت أنه سارق ببلاغة !
لعل ما طالني طال الكثير من هذه الأفعال .. لكني لم أغضب إلا عندما حشر وطنه الجريح والقابع بين أنياب شرهة وسكاكين تقطعة إلى أجزاء وأحزاب وطوائف .. لعله لم يحترم وطنه عندما كان واحدا من خلايا الدم التي تجري في عروقه إلى أن لفظه خارج جسده ..
هكذا هي أوطاننا كالمُحيطات تُنظف نفسها تلقائيا مهما كانت القُمامة المتراكمة فيها ومهما طالت الأزمنة إلى أن المُحيط لا يحتفظ في جوهره الا بالؤلؤ ..
مع أن نفسي صارعتني على عدم كتابة ما حدث خوفا من النفوس أن تحيد عن فعل المعروف إلا أن الحِيطة واجبة وجمال العمل الخيري في كماله ..