كنت دائم التفكير في ما تطرحه مواقع التواصل الاجتماعي - أو كما سُميت بذلك - على مختلف أنواعها وأسماؤها وأشكالها المتجددة عام بعد عام ، كُلها تتسابق في مضمار سريع جدا يكاد يتخطى سرعة الضوء في سرعة وصول ما يعرضه لأدمغة العامة ، فـ يُصيب بها من يُصيب ..
والمُتلقي للخبر انسان يختلف عن الاخر في ردة فعله وتقبله ، ومع هذه السرعة في النشر ، لا يمكنك مجاراة الأحداث وربطها بسهولة مع بعضها البعض ، سرعان ما يخرج علينا خبر في مكان و يُكّذب أو يُنفى في مكان أخر مع قابلية تأكيده أو مناقشته في أماكن أخرى ..
وأحيانا تراودني نفسي في سؤال حيرني دائما : ما هو عامل الجذب ؟! ما الذي يجذب العقل والنفس البشرية لكل هذا الصراعات الالكترونية ، لماذا تُلاحق كـ المدمن الذي يبحث عن ادمانه كما فتحت الولايات المتحدة في بنسلفانيا مستشفي لعلاج الادمان على الانترنت ..
أذكر أنني كُنت أجلس طويلا أمام شاشة جهاز الكمبيوتر الذي بلغت سماكة عرض الشاشة النصف متر وأنا أنتظر الاتصال بالانترنت ، والصوت الذي يرن الان في مخيلتك هو ما يذكرني به الان ، وعند تحميل أي ملف ، يلزمك دقائق إلى ساعات في ملف لم يتجاوز 4 ميغابايات !
فرض السيطرة على الدماغ البشري ، أسلوب طرحته أكثر المواقع والبرامج ، تسبق الفكرة وتلاحق كل ما نفكر فيه وتأتي به إلينا وفي أحيان كثيرة رُغما عنا ، لاتفارقنا ولا نفارقها أبدا ..
في صغري وفي أيام كُنت أجلس سويا مع أخوتي ، شاشة واحدة تجمعنا أمام قناة واحدة أو اثنتين على الأكثر بـ مُؤقت تربوي يفرضه والديّ علينا لا يُؤثر على قُصر النظر العمري المُحتم ولا يزيده ، كما أنه لا ينقص من وعينا الفكري ولا يُهلك أعمارنا وأجسادنا في الشيخوخة المُبكرة والأمراض المُزمنة ..
نجلس أمام شاشة تعرض مسلسلا كرتونيا ، يتحتم على أبطاله اصغار الانتقال من العالم الحقيقي إلى عالم افتراضي لانقاذ العالم من الفيروسات ، صّور المسلسل أبعاد الشبكة العنكبوتية بأن فيروسات تهاجمها ، وأن هذه الفيروسات تستطيع الانتقال إلى العالم الحقيقي الواقعي ، وتسبب أضرار كثيرة ، وكانت المهمة هي الدخول إلى شبكة الانترنت والقضاء على تلك الفيروسات !
لا أعلم لماذا أفكر دائما بذلك المسلسل ؟! يُخالجني شعور أحيانا ( بـ نكهة الفكاهة ) أن الابطال لم يستطيعوا التغلب على الفيروسات وأن هذه الفيروسات حقيقة وصلت إلى عالمنا وتفشت وأصبحت جائحة ، أصيب بها المليارات من البشر .. فيروسات تًصيب الدماغ وتُهلك العقل وتُردي الجسد صريعا بين أحضانها ..
هذا فيروس يُصيب كل الأعمار ، يجتاحك ، يدخل بيتك ، يصيب كُل من تحب ومن لا تحب ، يقلب تفكيرك ، يغلبك ويتجاوزك ويُغري نزواتك ، لا مَضاد ولا ترياق له ، تحاول أن تتخلص منه فـ تجده قد أصاب أقرب الناس إليك ، في حياتك وسلوكيات من حولك وأخبار ونشرات وصُحف وعلى ألسنة العامة وبين أيديهم ، تجده متربعا ، وفي نهاية كُل استسلام له تُخدر قناعتك بـ أنه لا يمكن الاستغناء عنه !
في عصر يتحكم في هذا العالم عالم افتراضي يعيش الناس فيه تاركين عالمهم الواقعي خلف ظهورهم ، الواقعي الذي يعيش فيه والدك ووالدتك وأولادك وبناتك وأخوتك وأخواتك وزوجتك و أصدقاؤك وجميع أقاربك ، ينتظرون أن تُدير رأسك وعُنقك و ظهرك المُتصلب أمام عالم خيالي يخلو أكثره من الحقيقة ويبث مُخدرا في وريد دماغك يحوي مادة وهمية تجذبك باستمرار إلى ناحيته تاركا ورائك كل حقيقة وكل جميل .. وكُل الحياة !
فرض السيطرة على الدماغ البشري ، أسلوب طرحته أكثر المواقع والبرامج ، تسبق الفكرة وتلاحق كل ما نفكر فيه وتأتي به إلينا وفي أحيان كثيرة رُغما عنا ، لاتفارقنا ولا نفارقها أبدا ..
في صغري وفي أيام كُنت أجلس سويا مع أخوتي ، شاشة واحدة تجمعنا أمام قناة واحدة أو اثنتين على الأكثر بـ مُؤقت تربوي يفرضه والديّ علينا لا يُؤثر على قُصر النظر العمري المُحتم ولا يزيده ، كما أنه لا ينقص من وعينا الفكري ولا يُهلك أعمارنا وأجسادنا في الشيخوخة المُبكرة والأمراض المُزمنة ..
نجلس أمام شاشة تعرض مسلسلا كرتونيا ، يتحتم على أبطاله اصغار الانتقال من العالم الحقيقي إلى عالم افتراضي لانقاذ العالم من الفيروسات ، صّور المسلسل أبعاد الشبكة العنكبوتية بأن فيروسات تهاجمها ، وأن هذه الفيروسات تستطيع الانتقال إلى العالم الحقيقي الواقعي ، وتسبب أضرار كثيرة ، وكانت المهمة هي الدخول إلى شبكة الانترنت والقضاء على تلك الفيروسات !
لا أعلم لماذا أفكر دائما بذلك المسلسل ؟! يُخالجني شعور أحيانا ( بـ نكهة الفكاهة ) أن الابطال لم يستطيعوا التغلب على الفيروسات وأن هذه الفيروسات حقيقة وصلت إلى عالمنا وتفشت وأصبحت جائحة ، أصيب بها المليارات من البشر .. فيروسات تًصيب الدماغ وتُهلك العقل وتُردي الجسد صريعا بين أحضانها ..
هذا فيروس يُصيب كل الأعمار ، يجتاحك ، يدخل بيتك ، يصيب كُل من تحب ومن لا تحب ، يقلب تفكيرك ، يغلبك ويتجاوزك ويُغري نزواتك ، لا مَضاد ولا ترياق له ، تحاول أن تتخلص منه فـ تجده قد أصاب أقرب الناس إليك ، في حياتك وسلوكيات من حولك وأخبار ونشرات وصُحف وعلى ألسنة العامة وبين أيديهم ، تجده متربعا ، وفي نهاية كُل استسلام له تُخدر قناعتك بـ أنه لا يمكن الاستغناء عنه !
في عصر يتحكم في هذا العالم عالم افتراضي يعيش الناس فيه تاركين عالمهم الواقعي خلف ظهورهم ، الواقعي الذي يعيش فيه والدك ووالدتك وأولادك وبناتك وأخوتك وأخواتك وزوجتك و أصدقاؤك وجميع أقاربك ، ينتظرون أن تُدير رأسك وعُنقك و ظهرك المُتصلب أمام عالم خيالي يخلو أكثره من الحقيقة ويبث مُخدرا في وريد دماغك يحوي مادة وهمية تجذبك باستمرار إلى ناحيته تاركا ورائك كل حقيقة وكل جميل .. وكُل الحياة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق