أخذ على عاتقه أن يُبدل حَال ما أُحيل إليه - رُغماً عنه - .. على الرُغم أنه الذي أنصت للاّذان بصمت تام وقت ولادته .. وكبر على مسامع اذاعية تبث أغانٍ وطنية .. وكان يصرخ في مجالس الكِبار - بلا وعي - إذا ما اشتدت حِدة الجِدال وهو لم يتجاوز السادسة من العُمر ..
العُمر الذي لا يقيس من الحياة إلا سعادتها قد انطوى بـ طّي الأيام والسنين .. وحلبة الدُنيا لا تعصم أحداً .. تُدخله عُنوة داخل الحلبة .. وتضربه إلى أن يسقط أو يُبدل مع اّخر ينتظر دوره دُون عِلم أواستعداد لما سيُصيبه .. يبدأ الشقاء بمجرد المُبادلة .. ولا سعادة سوى في الجُلوس والتقاط الانفاس للاستعداد لـ جولة أخرى ..
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما اُحيل إليه - رُغما عنه - .. على الرُغم أنه أنصت بعناية لـ وطنه الذي تشبع بكل أنواع النفاق والأكاذيب .. يستمع إلى هذا وذاك .. يُحاول أن يُصدق ذلك الكائن الذي يظهر عليهم كُل اّن .. يبث كلمات تشجيعيه .. ظاهرها قُوة ورحمة .. وباطنها من قِبلها عذاب اّت .. ذلك الكائن الذي ينتصر له مُرتزقة .. يُلقبون كائنهم بـ الطبيب الذي سـ يُداوي المرض الذي أكبّ بالوطن ..
كان يعلم أن الطبيب ساقط برُتبة فاشل .. مُتلعثم في وصف الداء .. ويُبدل ألف وصفة لـ يجد الدواء .. في كُل واحدة يُمزقها ويرميها يتلقفها المُرتزقة رُغم قناعتهم بضرره .. يصفونها للعامة على أنها منارة النجاة .. حتى إذا ما تبين فشلها انهارت المنارة على السفينة .. وأصبح المُنقذ الذي كان بالأمس هو المُدمر اليوم !
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. يستيقظ من فراش طاله الأرق .. يرتدي ملابسه التي اتسخت بالأمس وامتلئت بالعرق .. يمتلك بذلتين .. واحدة جديدة تنتظر الكهرباء مُنذ ثلاثة أيام لتتطهر من رِجس أصابها عندما هجم عليه كلب يقطن أمام مدخل منزله .. لم يعلم وقتها سبب غضب ذلك الكلب رُغم أنه ترعرع في تلك الحارة مًنذ أن كان جروا .. أما البذلة الأخرى فكانت قديمة .. لا يظهر عليها الوسخ من كثرة ارتدائها حتى صقلتها الأيام .. وأصبحت مَعلَم من معالم البُيوت المُهترئة ..
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. يستيقظ من فراش طاله الأرق .. يرتدي ملابسه التي اتسخت بالأمس وامتلئت بالعرق .. يمتلك بذلتين .. واحدة جديدة تنتظر الكهرباء مُنذ ثلاثة أيام لتتطهر من رِجس أصابها عندما هجم عليه كلب يقطن أمام مدخل منزله .. لم يعلم وقتها سبب غضب ذلك الكلب رُغم أنه ترعرع في تلك الحارة مًنذ أن كان جروا .. أما البذلة الأخرى فكانت قديمة .. لا يظهر عليها الوسخ من كثرة ارتدائها حتى صقلتها الأيام .. وأصبحت مَعلَم من معالم البُيوت المُهترئة ..
يخرج من البيت على نفس الروتين والوتيرة .. يُردد كلمات الروائي باولو كويلي ( الرغبة ليست ما تراه .. بل ما تتخيله ) .. يُبدل الألوان كيفما يشاء ويتخيل عواميد الانارة الخشبية بأنها أشجار .. ومخلفات القمامة العالقة على أسلاك الكهرباء من رمي السُكان على أنها عصافير وطيور .. وكُل حُفرة يتعثر بها وكأنه يتجهز للألمبيات .. يقف في طابور لـ يشتري تذكرة مترو .. يبتسم وخيال يُصور له أنها تذكرة تحقيق حلمه لحضور أوبرا عالمية .. يصعد المترو .. نوتات هادئة يعزفها بعناية .. يجتذبها من كُل ذلك الصُياح والصُراخ والجدال على المقاعد ومن له الأحقية في الجلوس .. وتلكم النساء اللاتي يُزاحمن الرجال .. وذلك الرجل الذي يُسب ويُشتم في مقطورة النساء ..
قطع العزف عندما التقط كلمة ( كلب ) من لسان راكب أجهز على البلاد والعباد بالسب والشتائم .. فـ هو لم يُحرك ساكنا لكل ما دار .. لكن عقله الباطن أعاده للواقع عندما خُيل له أنا كلباً سيُهاجمه كما هاجمه بالأمس .. فهو الذي يخشى على بذلته أكثر من خشيته على نفسه لأنه كان يعلم أن الجلد المجروح يُعالج نفسه ويُغطى بقماش يحجبه .. أما البذلة فـ تحتاج لخياطة وغسيل .. بالاضافة ألا أنها تَسترْ ولا تسترُ نفسها !
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. الشهادة الجامعية عِنوان بداية .. ولا بديل عن العِلم الذي تقوم به الأمم .. كانت حِكمته في كُل إذاعة مدرسية صباحية حتى أصبح معروفاً فيها .. يُردد : العلم نور والجهل ظلام .. هُو من استيقظ وارتدى زيه المدرسي .. ووضع رُبع الرغيف في حقيبته وقَبّل يد والدته .. يقفز مُبتعدا عن الطين الذي خلفته المجاري .. يقف على الرصيف ويقرأ الفاتحة على والده الذي خرج صباح للعمل ولم يعد عندما باغته القطار بسبب عُطل مُتكرر في المزلقان .. يجتاز حاجز الموت الذي لم يتغير منذ الحادثة - ولا قبلها - .. من المواصلات إلى المشي إلى المدرسة .. في نهاية الدوام .. يأخذ نفس الطريق بـ حواجز جديدة وكثيرة .. يصل إلى البيت بعد جُهد يُقاس بـ حصان يركض حول ملعب كُرة قدم خمسون مرة .. يأكل لُقيمات وينزوي بكتابه ودفاتره .. يُرتب جدوله ويُحيل رأسه لوسادته ليستيقظ على ذات الماّل والمنوال ..
حال المدرسة كـ حال الجامعة .. هي نفس المقادير .. لكن الشهادة الجامعية ذات مذاق اّخر .. أمسكها بيديه الاثنتين .. يقرأ كُل حرف منها ومع كُل حرف يمسح مُعاناة تلك الساعات والأيام .. امتلك الدُنيا بين يديه .. ( إن الجنة تقبع هُنا ) .. دُموع وأحضان .. وأُم تذرف الدموع .. هكذا هُن الأمهات .. وما أجملهن ..
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. إن الجنة تقبع هُنا .. لكن الجحيم هُنا أيضا .. البذلة القديمة كانت وقتها ناظرة .. ارتدى وخرج حاملا في يمينه حياة كاملة وعُمر أفناه في هذه الورقة .. يدخل من باب مُبتسما .. ويخرج من ذات الباب والعجب والشك يتحرى سبيلا إلى عقله .. كُلما قدم لـ مقابلة لم يجد مكانا .. وإن وجد .. أبدلوه مكان غير مكانه وعملا لا علاقة له بـ علمه !
طوال الصباح وهو من مكتب لاّخر .. اليوم الأول والثاني والثالث ثُم الاسبوع الاول والثاني والرابع والسادس حتى طالته الأشهر .. وما إن قارب السنة حتى استنفذت الساعات كُل صبره وتحمله كما استنفذت كل قُوت يومه ..
أيقن أن الشهادة ليست إلا بئراً جافا .. طوال تلك السنوات وهو يحفر أرضا صلبة .. يضرب الصخرة ضربة تلو الضربة فـ ترتد المطرقة على وجهه .. تتورم أصابعه وتدمي قدمية من كثرة ما حملت من جسده وما يحمله جسده ..
ولا طائل من الجُلوس .. رضي بأي عمل يُخفف عن بطنه ذلك الأنين الذي لازمه .. تجده تارة في مقهى شوارعي يحمل الشاي إلى الزبائن .. وتارة يعمل كـ محاسب في مركز كبير لبيع المواد الغذائية .. وأخرى تجده يفترش بسطة من الخُضار ويُنادي لبيعها .. ومرة تجده عامل فِعالة .. يحمل الاسمنت والرمل على ظهره .. في إحدى المرات .. استوقفه عقله عندما كان يبني جدارا ويُشيد بُنيان مرصوص .. تمّعن مُتسائلا : أين هُو الجُزء الذي استوقف جدار حياتي .. ولماذا لم أستطع اكمال بنائه ؟!
لكن صوتا قطع تسائله عندما سمع عاملا يحكي عن بِئر ماء انهارت بعد بِنائها .. وعندما بحثوا عن السبب وجدوا أنّ الأساس هو المشكلة .. لم يكن مدعوما بما فيه الكفاية لـ تحمل ضغط الماء .. هذا لأن مُقاولا كان لِصا سارقا .. يمتهن الأكاذيب في دفاتر الفواتير .. يزيد المبلغ ويقل المُستورد من الاسمنت المطلوب !
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. هو المُثقف الجامعي الذي شغل كُل المناصب إلا منصبه .. مناصب لا يرضى العمل بها إلا من قهرته الصِعاب والذُل والظُلم .. إنها مِهن شريفة لكن المُقام لم يكن مقامه .. فلا عيش لـ جمل في القُطب الجنوبي .. ولا حياة لـ دُب قُطبي في الصحراء .. الرجل الذي حاول أن يجتاز كُل الحواجز ويقهر الصعاب توقف عن العقل .. وأصبح الجسد مناط عيش ..
الأيام تمضي .. صوت الموت الذي يعلو في البِقاع البعيدة يقترب شيئا فـ شيئا .. الأخبار المُعلنة واحدة وكأنّ المُذيعة تنقل الجُثث بين أدراج المشرحة .. كانت فلسطين عنوان كُل رأس ساعة .. والقُدس عاصمة النشرات الاخبارية .. عندما تدق الساعة ناقوس الخبر يصمت الجمع وتسترق الاّذان همسات ما يُعلن .. ناهيك عن الشريط الأحمر الذي يبرق على الشاشة يبث الخبر العاجل .. كانت فلسطين فاتحة كُل صباح .. يستيقظ على أصبحنا وأصبح المُلك لله .. واللهم انصر فلسطين .. ثُم يقوم للوضوء ويُصلي الفجر في جماعة وهو يتحين السُجود ليُهلل بالدعاء .. يُطيل السُجود أحيانا جرّاء غرقه في بحرٍ خيالي إيماني .. يتصور الأقصى أمامه فينتهز الفُرصة .. فصلاة واحدة بـ خمسة ألاف صلاة .. لا يرميه إلى الشاطىء إلا تسليم الامام .. يستعجل التشهد ويُسلم ..
لقد ( كانت ) .. و( كانت ) هي فعل ماض مبني على التخاذل والنسيان في قواعد العرب .. حتى قدمت ( صارت ) .. فلم تعتق أرضاً من نكباتها .. التهب عقل البوعزيزي قبل أن يُحرق جسده .. صفعة ( امرأة ) كانت الطلقة التي اخترقت الجسد العربي .. أحرق عالما بأكمله قبل أن يُحرق نفسه .. إنه الرجل الذي لم تهن عليه بستطه .. قلب كُل موازين الكِيمياء وانزوى العُلماء في حِيرة .. كيف لـ نار أن تُطفىء الغضب والكبرياء .. لكنها أطفئته حقا !
يُــتبع ..
قطع العزف عندما التقط كلمة ( كلب ) من لسان راكب أجهز على البلاد والعباد بالسب والشتائم .. فـ هو لم يُحرك ساكنا لكل ما دار .. لكن عقله الباطن أعاده للواقع عندما خُيل له أنا كلباً سيُهاجمه كما هاجمه بالأمس .. فهو الذي يخشى على بذلته أكثر من خشيته على نفسه لأنه كان يعلم أن الجلد المجروح يُعالج نفسه ويُغطى بقماش يحجبه .. أما البذلة فـ تحتاج لخياطة وغسيل .. بالاضافة ألا أنها تَسترْ ولا تسترُ نفسها !
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. الشهادة الجامعية عِنوان بداية .. ولا بديل عن العِلم الذي تقوم به الأمم .. كانت حِكمته في كُل إذاعة مدرسية صباحية حتى أصبح معروفاً فيها .. يُردد : العلم نور والجهل ظلام .. هُو من استيقظ وارتدى زيه المدرسي .. ووضع رُبع الرغيف في حقيبته وقَبّل يد والدته .. يقفز مُبتعدا عن الطين الذي خلفته المجاري .. يقف على الرصيف ويقرأ الفاتحة على والده الذي خرج صباح للعمل ولم يعد عندما باغته القطار بسبب عُطل مُتكرر في المزلقان .. يجتاز حاجز الموت الذي لم يتغير منذ الحادثة - ولا قبلها - .. من المواصلات إلى المشي إلى المدرسة .. في نهاية الدوام .. يأخذ نفس الطريق بـ حواجز جديدة وكثيرة .. يصل إلى البيت بعد جُهد يُقاس بـ حصان يركض حول ملعب كُرة قدم خمسون مرة .. يأكل لُقيمات وينزوي بكتابه ودفاتره .. يُرتب جدوله ويُحيل رأسه لوسادته ليستيقظ على ذات الماّل والمنوال ..
حال المدرسة كـ حال الجامعة .. هي نفس المقادير .. لكن الشهادة الجامعية ذات مذاق اّخر .. أمسكها بيديه الاثنتين .. يقرأ كُل حرف منها ومع كُل حرف يمسح مُعاناة تلك الساعات والأيام .. امتلك الدُنيا بين يديه .. ( إن الجنة تقبع هُنا ) .. دُموع وأحضان .. وأُم تذرف الدموع .. هكذا هُن الأمهات .. وما أجملهن ..
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. إن الجنة تقبع هُنا .. لكن الجحيم هُنا أيضا .. البذلة القديمة كانت وقتها ناظرة .. ارتدى وخرج حاملا في يمينه حياة كاملة وعُمر أفناه في هذه الورقة .. يدخل من باب مُبتسما .. ويخرج من ذات الباب والعجب والشك يتحرى سبيلا إلى عقله .. كُلما قدم لـ مقابلة لم يجد مكانا .. وإن وجد .. أبدلوه مكان غير مكانه وعملا لا علاقة له بـ علمه !
طوال الصباح وهو من مكتب لاّخر .. اليوم الأول والثاني والثالث ثُم الاسبوع الاول والثاني والرابع والسادس حتى طالته الأشهر .. وما إن قارب السنة حتى استنفذت الساعات كُل صبره وتحمله كما استنفذت كل قُوت يومه ..
أيقن أن الشهادة ليست إلا بئراً جافا .. طوال تلك السنوات وهو يحفر أرضا صلبة .. يضرب الصخرة ضربة تلو الضربة فـ ترتد المطرقة على وجهه .. تتورم أصابعه وتدمي قدمية من كثرة ما حملت من جسده وما يحمله جسده ..
ولا طائل من الجُلوس .. رضي بأي عمل يُخفف عن بطنه ذلك الأنين الذي لازمه .. تجده تارة في مقهى شوارعي يحمل الشاي إلى الزبائن .. وتارة يعمل كـ محاسب في مركز كبير لبيع المواد الغذائية .. وأخرى تجده يفترش بسطة من الخُضار ويُنادي لبيعها .. ومرة تجده عامل فِعالة .. يحمل الاسمنت والرمل على ظهره .. في إحدى المرات .. استوقفه عقله عندما كان يبني جدارا ويُشيد بُنيان مرصوص .. تمّعن مُتسائلا : أين هُو الجُزء الذي استوقف جدار حياتي .. ولماذا لم أستطع اكمال بنائه ؟!
لكن صوتا قطع تسائله عندما سمع عاملا يحكي عن بِئر ماء انهارت بعد بِنائها .. وعندما بحثوا عن السبب وجدوا أنّ الأساس هو المشكلة .. لم يكن مدعوما بما فيه الكفاية لـ تحمل ضغط الماء .. هذا لأن مُقاولا كان لِصا سارقا .. يمتهن الأكاذيب في دفاتر الفواتير .. يزيد المبلغ ويقل المُستورد من الاسمنت المطلوب !
أخذ على عاتقه أن يُبدل حال ما أُحيل إليه - رُغما عنه - .. هو المُثقف الجامعي الذي شغل كُل المناصب إلا منصبه .. مناصب لا يرضى العمل بها إلا من قهرته الصِعاب والذُل والظُلم .. إنها مِهن شريفة لكن المُقام لم يكن مقامه .. فلا عيش لـ جمل في القُطب الجنوبي .. ولا حياة لـ دُب قُطبي في الصحراء .. الرجل الذي حاول أن يجتاز كُل الحواجز ويقهر الصعاب توقف عن العقل .. وأصبح الجسد مناط عيش ..
الأيام تمضي .. صوت الموت الذي يعلو في البِقاع البعيدة يقترب شيئا فـ شيئا .. الأخبار المُعلنة واحدة وكأنّ المُذيعة تنقل الجُثث بين أدراج المشرحة .. كانت فلسطين عنوان كُل رأس ساعة .. والقُدس عاصمة النشرات الاخبارية .. عندما تدق الساعة ناقوس الخبر يصمت الجمع وتسترق الاّذان همسات ما يُعلن .. ناهيك عن الشريط الأحمر الذي يبرق على الشاشة يبث الخبر العاجل .. كانت فلسطين فاتحة كُل صباح .. يستيقظ على أصبحنا وأصبح المُلك لله .. واللهم انصر فلسطين .. ثُم يقوم للوضوء ويُصلي الفجر في جماعة وهو يتحين السُجود ليُهلل بالدعاء .. يُطيل السُجود أحيانا جرّاء غرقه في بحرٍ خيالي إيماني .. يتصور الأقصى أمامه فينتهز الفُرصة .. فصلاة واحدة بـ خمسة ألاف صلاة .. لا يرميه إلى الشاطىء إلا تسليم الامام .. يستعجل التشهد ويُسلم ..
لقد ( كانت ) .. و( كانت ) هي فعل ماض مبني على التخاذل والنسيان في قواعد العرب .. حتى قدمت ( صارت ) .. فلم تعتق أرضاً من نكباتها .. التهب عقل البوعزيزي قبل أن يُحرق جسده .. صفعة ( امرأة ) كانت الطلقة التي اخترقت الجسد العربي .. أحرق عالما بأكمله قبل أن يُحرق نفسه .. إنه الرجل الذي لم تهن عليه بستطه .. قلب كُل موازين الكِيمياء وانزوى العُلماء في حِيرة .. كيف لـ نار أن تُطفىء الغضب والكبرياء .. لكنها أطفئته حقا !
يُــتبع ..