كـ قِصة رواها لي أحدهم ذات مساء :
قدم ابني الحاكم إلى أبيهما في حيرة وعلامات الاستفهام تتطاير حولهما .. وطرحا السُؤال على الحاكم دُون أية مُقدمات ..
كيف حكمت الشعب طوال ثلاثون عاما دُون أدنى مُقاومة ؟!
فأجاب : سأقطع لكما الحِيرة بمشهد تمثيلي .. ستكونون أنتم أبطاله .. وطلب منهما احضار قفص يحوي عشرون دجاجة واخراج الدجاج من القفص .. ثم اعادة امساكه ووضعه في القفص مرة أخرى ..
كان يعلم أن من طبيعة الدجاج الركض هُنا وهُناك .. ولأن الطبيعة تغلب فقد أُنهك الاثنان في الامساك والتعبئة حتى هلك النفس .. فسألهما الحاكم : كيف وجدتم ما فعلتم ؟ قالوا : مُنهك حد التعب ..
ثُم قال : فليمسك كُل واحد منكما طرف القفص ولـ يرجه رجا حتى يبلغ الدجاج مُنتهاه .. ثم أخرجوه خارج القفص وأعيدوا تجميعه .. ففعلوا !
وجدوا أنّ الامر كان بسيطا مُيسرا ..
فقال الحاكم : إن العِبرة من التجربة أنكم إذا ما تركتم الشُعوب دُون متاهات وعثرات فإنهم سيتفرغوا إلى الحاكم .. ولكن أغرقوهم في بحر الأزمات .. تتلاطمهم أمواج الانتكاسات .. ولا تتركوا لهم سبيلاً إلى شاطىء الهُدوء والطمأنينة ..
وما إن انتهى من رِواية القصة حتى باغتنا خبر عاجل على شاشة التلفاز مفاده أنّ الحُكومة سترفع الدعم عن الدواء في تاريخ يبدأ بعد شهر من وقت جُلوسنا ..
نهض سريعا مُستنفرا .. سألته إلى أين ؟!
قال سأذهب لأنام لكي أستيقظ باكرا قبل الزحمة التي ستعم المراكز الصحية .. هذا لأن نِصف الشعب يُعالج من أمراض مُزمنة والنصف الاخر لا يجد الدواء !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق