الأربعاء، 1 فبراير 2017

قبل أن تُعلق !



ليس من المُستعجب أن نكون نحن العرب أصحاب أول صوت يُعلق علـى قرارات تُتخذ بجدية في العالم الموازي من الكُرة الأرضية .. هذا زمن البوق والطبل .. ومن يُطبل بقوة سيجد من يزيد الصوت لحنا وترنيم .. وهذا صِراع الهاشتاقات والتويتر والفيس والسناب شات .. وهُناك في تلك التكنولوجيا تجد كُل مُبتغى ومُشتهى .. يُمكنك الشجب والاستنكار والتأييد والتحريض والتلميع والتسحيج وكما يُمكنك المُقاومة أيضا وكُل ذلك ما عدا الامتناع أو التوقف بعقلانية والنظر ببصيرة إلى الخبر والتأني دُون التسرع والانقضاض بجهل فاسق يُحيل مُجتمعا بأكمله إلى جهالة عمياء !

وهذا حال من لا يستطيع أن يُبدل حاله .. وحال من ارتضى بالذل والهوان والظُلم .. حال من يترك تاريخه وأمجاد أمته إلى رُفوف مُغبرة مُقفرة .. حتى الغُبار لا يُنفض عنها .. والشخص الذي تكلم في أقصى الغرب من الأرض ونطق بقوانين يرى هُو بمنظوره أنها ستخدم بلاده وستنعم بالأمن والطمأنينة وأن الجُدران لا زمان لها وهي تُبنى حِينما تُبنى وكيفما تُبنى حتى لو كان مكانها فاصلا بين أرضين لم يفصلهما التاريخ ولم يُفرق شعبيهما سوى كرفانة يحدها سيارتان لـ شرطة على طُول الحُدود المُمتدة بين الدولتين ..

لم أكن يوما ناقما على جُملة عربي اهترأت أصابعه مُقاومة على نقرات لوحة المفاتيح .. لم تكن فلسطين بأبعد من أن تكون مثالا جليا وهي الماضي والحاضر والمستقبل حتى كانت سُوريا وقبلها العراق وليبيا واليمن وغيرهم .. لم يتمخض من السيل الكبير القابع خلف الشاشات إلا غُثاء وزبد .. ولما كان كُل ما ذُكر ، ولأن الكلمة بالنسبة لهم أسرع من أدمغتهم ، فلم يجد سبيلا سُوى في الهاشتاج وصورة البروفايل وتلك الجُمل التي تحامل بها على تلك القرارات .. وتناسى أن في بلاده المُهترئة مساجين يقبعون في قبو المطارات وهُم أكثر ممن يُزجوا في سُجون المحاكم والتُهم !

إن شابا عربيا مُفعم بالحياة والعلم .. خرج من بلاد عربية كانت أُولى صرخات ساعاته وقت ولادته في احدى مراكزها الطبية .. واستقى علما وعُلوما من مراكزها التعليمية .. وأجبرته الماديات أن يخرج باحثا في سبيل العلم عن جامعة تُوازي مصاريفها الجامعية دخل قُوت والده ولو كان بالدَين .. وصل إلى بلاده التي شطرها الاحتلال إلى أنصاف وأرباع وقسمها كما تُقسم الكعكة .. يجد هُناك عِلما متواضعا وقيما لـ يتبدل حاله يوم أن كان معبر بلاده مُغلقا وعائقا عن تجديد تاريخ اقامة من تلك البلاد التي قدم منها .. والأنكى أن يكون العائق عربيا أيضا بُحجة راقصة لا تتقن الرقص بسبب اعوجاج الأرض من أسفلها ..


في مطارات الدُول العربية الشقيقة تُفتح الأبواب قاطبة أمام كُل شعر أصفر وعينين زرقاوتين .. وتزدهر الابتسامة في وجه مُستقبليهم .. ويُصبح الجاهل بلغتهم عالما حتى لو كتب الترحيب بلهجتهم على نحو عربي .. فلا تستغرب من يافطة يحملها شخص يرفع لوحة مكتوب فيها ( ويلكم إين ..... ) ، وكما قِيل من أحدهم : عندما سقط الاتحاد السوفياتي سارعت إيران لجذب علماء الطاقة الروس، بينما سارع العرب لاجتذاب الروسيات، فكانت النتيجة أن سلاح إيران صار نووياً وسلاح العرب منوياً ! 


قبل أن تستنكر قرارات من لا نرجو منهم رجاء ولا ننتظر منهم مُنتظر .. هُم في حالهم فـ هل نظرت في حالك أولا ؟!
كيف ترجو من الشيطان شفاعة تُدخلك الجنة .. وكيف ترجو الجنة وأنت لم تقتل شيطانك .. بل لم تتغلب على شيطان نفسك .. وكيف تُعاتب شيطان غيرك وشيطانك يتملكك .. وكيف تطلب من سجانك أن يُخرجك وأنت سجين ذاتك .. أي عتاب هذا هو الأقرب لـ ضرب الهواء بالهواء .. وأي حُجة ستحملها أمام محاكمهم وأنت مُذنب بذنبهم ؟!

لقد اُتهمنا حينما اتهمونا دُون النظر إلى الأدلة والبراهين .. واي مُسمى هو ( الاسلاموفوبيا ) وهُم الارهابوفوبيا بعينه .. 

من تُحاجج يا من تكتب ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا العصر

كنت دائم التفكير في ما تطرحه مواقع التواصل الاجتماعي - أو كما سُميت بذلك - على مختلف أنواعها وأسماؤها وأشكالها المتجددة عام بعد عام ،...