من أيام قليلة .. نُوقش موضوع في الراديو عن عملية احلال الشباب الذين ينتمون لـ هذه الدولة محل الاّخرين الذين أطلق عليهم مُسمى ( أجنبي ) .. فـ يكون التشبيه كأن يدخل عليك مُديرك وهو ممسك بيد أحدهم ويُردف قائلا : انهض ولملم مُتعلقاتك وجهز أوراقك لـ رميك خارج الشركة لأننا أحضرنا شابا جديدا لـ مُجرد كونه كذا ( أي أنه يمتلك الحق من خلال جنسيته ) .. كان الذين يتبادلون الحديث في الراديو يُناقشون الامر ببساطة تامة غير اّبهين بمستقبل الاّخرين ولا بأسرهم ..
مضت أيام قليلة وعلى نفس موجة الراديو في ذات البرنامج .. كان محور الموضوع يدور حول طرد بعض الشركات الكبيرة موظفين يعملون لديها على الرُغم أنهم من أهل تلك البُقعة وليسوا بـ وافدين إلى تلك البلاد !
لم تكن علامات الاستفهام تحوم حولي فقد كانت ولم تزل قناعاتي أن الشركات والمُؤسسات ومن يمتلكونها لا يبحثون إلا على المال .. ومن أين يأتي وكيفما يأتي فلا يهمهم طالما أنهم لا يخسرون .. وبـ معادلة بسيطة من دِماغ كّرس فِكره على تحاشي الخسارة فقد حسب حِسبته جيدا واتخذ قراره الذي لا تشوبه شائبة داعما كُل نتائجه بالأنظمة القائمة على اللوائح والقوانين غير مُتعد ولا مُتجاوز ..
المُحامي الذي استضافه ذاك المُذيع والذي يرد على استفسارات وتساؤلات المُتصلين أوجز في الرد بأسلوب مُقنع والذي لم تُرضي اجاباته الكثير .. المُحامي الذي درس قوانينا وأنظمة اعتقد الكثير أنهم في منأى عن زواياها و التي تُحتم عليهم أن يقرؤها أولا قبل أن يُفاوضوا بالراتب والبدالات .. خانتهم ثِقتهم الزائدة المدعومة بمسمى ( جنسية واستيطان بشري ) ..
الاعلان الذي باغت البرنامج وبطريقة غير مباشرة يحمل بين ثنايا كلماته ردا مُوجزا ..
( الان نُقدم لكم وجبة مجانية في حال طلبكم وجبة من ..... مع التوصيل المجاني أيضا .. وبذلك تكمن مشكلتكم الان فقط هي : من يفتح الباب لموظف التوصيل ؟! )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق