لم يكن الجراح ليبتكر طريقة يُصلح بها عارضاً اعترضه وقت
العملية وأصل الحل موجود في مراجع عِدة .. فإما أن يعود إلى تِلك .. أو يستشير من
هُو أعلم ..
فـ ليست حياة المرء لُعبة تجارب
!
وإن من يجد حلاً جديداً لـ هو المُفكر المُطلع .. وهو الذي يقيس بمنطقية .. ينظر بتمعن وتمهل .. يصل هذه بتلك ولا يترك مجالاً للشك .. يجمع الأدلة العلمية ويربطها ثُم إذا ما أدرك الحل .. أدّى وفعل ..
جدير بهذه البِداية أن تكون استفتاحاً منطقيا وحلاً جذرياً لكل ما يجول ويُحيط في هذا العالم .. وأخص منه الإسلام والمُسلمين .. لا شائبة على الإسلام أبداً .. ولا ينقصه ما يزيده .. فهو الكامل المُكمل .. إنما ما أثار العقل وجعل من هذه النقرات وسيلة لـ تفريغ ما عبئ في الصدر أنّ المّضرة تأتي من المُسلمين للمسلمين أنفسهم !
لا يُنكر عاقل ما عهدت هذا الأرض قبل 1400 عام أو يزيدون من حدث غير موازين الخليقة حتى هذه اللحظة التي تقرأ فيها أيها القارئ .. وما لبث الواحد حتى أصبحوا اثنين والاثنين أربع والأربع ثمان .. وهكذا حتى تضاعفت الأعداد وأصبحت بالملايين والمليارات .. وإنها ليست رياضيات تُضرب وتُقسم .. إنما العدد على ما بُني في العقل ووقر القلب ولامس الصدر والروح ..
وكما أن الإنسان بلا نُطفة .. فلا وُجود له .. فالمسلمين بدون أصل الإسلام لا غاية ترجو لهم ولا منهم .. يأتي علينا الآن من يُحدث بأمر الإسلام ويستطرد في ماضيه ويبدأ بمُقارنة الأزمان .. وينتقص من أفعال فعلها أصحاب كانوا سند وظهراً لصاحبهم مُبررين أن الزمان الذي يعتصروه ليس مُناسبا .. وتناسوا أنهم بهذه الجُملة أن الزمان هو من اعتصرهم !
ليست بالمُعادلة التي تحتاج مُفكراً .. وإنما يُتقنها فقير جاهل .. لماذا ندفع أنفسنا لابتكار مناهج تقليدية والأصل موجود ومحفوظ .. أما كان الإسلام كاملا وصالحاً لكل زمان ومكان فـ لماذا التلاعب والتلكك !
وإذا كان الجراح يعود للأصل خشية على حياة إنسان واحد تحت يديه .. فما بالك بـ أمة تنقاد إلى كُل مُهلل أطلق على نفسه ( شيخا أو مُفكرا أو مُستنيرا أو مُفتيا ) يتجرع الكلمة من أول سطر في كتاب يقرأه ليتجشأه على العامة ..
إن الحُرية بحد ذاتها يجب أن تكون مُقيدة بمفاهيم وشروط حتى يُطلق عليها ( حُرية ) .. فـ ليست هي بمناط عقل كُل مستهوي يستحدث من الأمر شيئا وما هو في الأصل بشيء .. وإن أكثر من تستهويهم أنفسهم وتلوذ بهم إلى طُغيان مُخترع يبتدعون الفِكرة وهُم أنفسهم لا يُطبقونها .. كـ أكبر مالك لمحاصيل التبغ .. عندما سألوه : هل تُدخن ؟ .. فأجاب : هل أنا مجنون !
لا يحتاج الإسلام إلى من يُصحح ويُعدل ويبتكر ويستحدث فيه .. وإنما تحتاج الأدمغة لأن تصل إلى مرحلة العقل كي تستوعبه وتُعيده إلى سيرته الأولى .. الزمن الذي إذا ما أراد في المسلمون خلع الجبال .. لخلعوها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق